العمل الجمعوي بقرية بن عودة بين الرسالة النبيلة
والاستغلال الشخصي
قرية بنعودة
يُعتبر العمل الجمعوي إحدى الركائز الأساسية للتنمية المحلية، إذ تلعب الجمعيات دوراً محورياً في تأطير المواطنين، الدفاع عن الحقوق، والمساهمة في تحسين أوضاع الساكنة. غير أن هذا الدور النبيل بدأ يواجه في الآونة الأخيرة تحديات خطيرة بجماعة قرية بن عودة، حيث تحولت بعض المبادرات الجمعوية، وفق ما جاء في تصريحات فاعلين مدنيين، إلى وسيلة للارتزاق الشخصي أكثر منها عملاً تطوعياً لخدمة الصالح العام.
الفاعل المدني والحقوقي يونس بوخال عبّر في رسالة مباشرة عن قلقه من هذا الوضع، مؤكداً أن هناك من جعل من العمل الجمعوي "مهنة أو حرفة يسترزق منها هو وحاشيته"، مشدداً على أن هذا السلوك يسيء إلى سمعة العمل المدني ويُفرغ رسالته من محتواها الحقيقي.
أزمة ثقة
هذا الواقع انعكس بشكل سلبي على علاقة الساكنة بالجمعيات، حيث أصبحت فئة واسعة من المواطنين تنظر بريبة إلى المبادرات الجمعوية، معتبرة إياها مجرد واجهة لتحقيق مصالح شخصية أو سياسية ضيقة. وهو ما يُهدد بفقدان الثقة بين المجتمع المدني والمواطنين، في وقتٍ تحتاج فيه المنطقة أكثر من أي وقت مضى إلى تضافر الجهود من أجل مواجهة التحديات التنموية.
مطالب بالإصلاح
أمام هذا الوضع، يطالب عدد من الفاعلين بضرورة:
تعزيز الرقابة على أنشطة الجمعيات وطريقة صرف الدعم العمومي.
تشجيع الجمعيات الجادة التي تُقدم مبادرات ملموسة للساكنة.
ضمان الشفافية في تدبير المشاريع التنموية الممولة محلياً أو وطنياً.
إشراك الشباب في مبادرات تطوعية حقيقية، تُعيد الاعتبار للرسالة الأصلية للعمل الجمعوي.
نحو مجتمع مدني قوي
إن التحديات التنموية التي تواجه جماعة قرية بن عودة لا يمكن تجاوزها إلا بوجود مجتمع مدني قوي، مسؤول ونزيه، يعمل بتجرد وشفافية من أجل مصلحة المواطن أولاً وأخيراً. فالمجتمع المدني ليس مجرد شعارات أو أنشطة مناسباتية، بل هو قوة اقتراحية ورقابية قادرة على الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام.
ويبقى الرهان اليوم على إعادة الاعتبار للعمل الجمعوي الحقيقي، حتى تستعيد الجمعيات ثقة المواطنين وتتحول إلى شريك حقيقي في بناء مستقبل أفضل لجماعة قرية بن عودة.