بقلم: يونس بوخال – جريدة القرية نيوز
في قلب قرية بن عودة، الواقعة بين تضاريس طبيعية خلابة، تختفي وراء المشاهد الخضراء معاناة ثقيلة تثقل كاهل شبابها. شباب يعيشون على إيقاع الأمل المؤجل، بين واقع يفرض نفسه بقسوة، وحلم بمستقبل أفضل قد لا يأتي إلا عبر بوابة الهجرة إلى المدن الكبرى أو حتى وراء البحار.
بطالة خانقة وآفاق محدودة
تعد البطالة أبرز ما يعانيه شباب بن عودة. فغياب المشاريع الاستثمارية وضعف البنية التحتية الاقتصادية يجعل فرص الشغل شبه منعدمة. أغلب الشباب يجدون أنفسهم محاصرين بين خيارين: العمل الموسمي في الفلاحة بأجور زهيدة، أو الانقطاع عن أي نشاط منتج في انتظار فرصة نادرة.
هجرة قسرية بحثاً عن الكرامة
أمام انسداد الأفق، يضطر الكثير من أبناء القرية إلى الهجرة نحو المدن، حيث يواجهون تحديات جديدة من غلاء المعيشة وصعوبة الاندماج. أما آخرون فيغامرون بطرق غير نظامية خارج الوطن، حاملين معهم أحلاماً كبيرة وأملاً في تغيير واقع أسرهم، وإن كان الثمن المخاطرة بأرواحهم.
غياب المرافق والخدمات الأساسية
المشهد لا يكتمل دون الحديث عن ضعف البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. فالشباب يشتكون من غياب مراكز ثقافية ورياضية تحتضن طاقاتهم، ومن قلة الأنشطة التي تتيح لهم التعبير عن ذواتهم. كما أن بعد المستشفيات وضعف النقل يزيدان من حدة الإحساس بالتهميش.
بصيص أمل ينتظر التفعيل
رغم كل هذه المعاناة، يظل شباب بن عودة متمسكين بالأمل في غد أفضل. أصواتهم ترتفع مطالبة بسياسات تنموية عادلة، تستثمر في الإنسان القروي، وتمنحه فرصاً متساوية مع أقرانه في المدن. مشاريع مدرة للدخل، دعم المقاولات الصغرى، وتطوير البنية التعليمية والثقافية، تبقى المدخل الأساسي لانتشال هؤلاء الشباب من دائرة التهميش.
ختاماً، يظل نموذج بن عودة صورة مصغرة لمعاناة شريحة واسعة من شباب القرى المغربية. معاناة تحتاج إلى التزام جماعي، رسمي ومدني، لإعادة الاعتبار للإنسان القروي، وإطلاق دينامية حقيقية للتنمية المستدامة التي تجعل من القرية فضاء للحياة والكرامة، لا محطة انتظار للهجرة واليأس.
#معاناة_الشباب
#الشباب_القروي
#قرية_بن_عودة
#الهجرة_القروية
#العدالة_المجالية
#القرية_نيوز
#أمل_الشباب
#التنمية_القروية

