انعدام الربط بشبكة الماء الصالح للشرب في دوار أولاد رافع – قرية بن عودة: معاناة مستمرة في صمت
تُظهر الصورة المرفقة مشهداً مؤثراً من دوار أولاد رافع بقرية بن عودة، حيث يتجمع السكان حول نقطة مائية بدائية، حاملين قنينات وبراميل بلاستيكية في مشهد يُجسد المعاناة اليومية التي يعيشها سكان المنطقة نتيجة غياب الربط بشبكة الماء الصالح للشرب.
في زمن بات فيه الحصول على الماء حقاً بديهياً في العديد من المناطق الحضرية، ما زال سكان قرية بن عودة، وتحديداً بدوار أولاد رافع، يكافحون من أجل تأمين أبسط مقومات الحياة. فهم يعتمدون على التزود بالماء من نقطة توزيع واحدة، غالباً ما تكون غير كافية لتلبية حاجيات الجميع، مما يؤدي إلى طوابير طويلة، وانتظار مرهق، خصوصاً لكبار السن والنساء.
يتجلى من خلال الصورة مدى التردي في البنية التحتية، إذ تغيب أي ملامح للتنظيم أو النظافة حول نقطة الماء. الأرضية موحلة وغير مهيأة، ما يشكل خطراً صحياً وبيئياً، ويزيد من معاناة السكان في فصل الشتاء.
ورغم الوعود المتكررة من السلطات المحلية ببرمجة مشاريع لربط الدوار بشبكة الماء، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، في تجاهل تام لحاجة المواطنين الملحة. هذا الإهمال لا يمس فقط كرامة الساكنة، بل يهدد صحتهم ويُعمّق من معاناتهم اليومية.
إن ساكنة دوار أولاد رافع يوجهون من خلال هذا المشهد الصامت نداءً إلى الجهات المسؤولة قصد التعجيل بربط المنطقة بشبكة الماء الصالح للشرب، والعمل على إدماجها في المشاريع التنموية التي تستهدف فك العزلة عن العالم القروي. فالماء ليس مجرد خدمة، بل هو حق أساسي يضمن الكرامة الإنسانية ويُسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
خاتمة:
إن استمرار معاناة سكان دوار أولاد رافع مع غياب الماء دليل على التفاوتات المجالية التي تعاني منها مناطق قروية كثيرة في المغرب. ولا يمكن الحديث عن تنمية أو كرامة دون توفير أبسط حقوق العيش الكريم، وعلى رأسها الحق في الماء.